Rehab M. El-Barkouki Jan 21, 2021

إن العلاقة الإنسانية هي أرقي و أقدس العلاقات لما لها من دور قوي و فعال في ترابط البشر نفسيا وإجتماعيا بناءا علي أسس قوية كالصدق والوفاء والإحساس بالأمان والثقة.

وبناءا عليه فإن العلاقة بين اللايف كوتش و العميل تبني علي أسس كثيرة ومن أهمها وأقواها علي الإطلاق هي الثقة.

فالثقة هي حجر الأساس الذي يتم عليه بناء علاقة قوية متبادلة تربط العميل بالكوتش، من خلالها يشعر العميل بالأمان والراحة مما يساعده علي أن يكون أكثر إنفتاحا وأكثر إحساس بالأمان في البوح بما يجول في خاطره و بما يحتفظ به من أسرار داخل أعماقه قد تكون هي المرة الأولي التي يفصح عنها ويبوح بها في العلن وقد تكون هي المرة الأولي التي يكتشفها في نفسه.

الثقة المتبادلة بين العميل و الكوتش هي المحرك الأساسي لسير الخطة العلاجية خلال جلسات الكوتشينج.

بوجود الثقة المتبادلة يكون العميل أكثر وضوحا أمام نفسه وأمام الكوتش، حينها يكون كالكتاب المفتوح مما يساعد الكوتش ويسهل عليه إنارة الطريق أمام العميل ومساعدته لإكتشاف نفسه وإكتشاف نقاط الضعف ونقاط القوة بنفسه ومساعدته علي وضع يده علي ما يعانيه من مشاكل ومن ثم إيجاد حلول لها بناءا علي رؤيته الجديدة والمختلفة لهذه المشاكل وبناءا علي ثقة في نفسه وفي قدرته علي حل مشاكله يكتسبها خلال رحلته العلاجية.

كل هذا لا يحدث إلا إذا كان الكوتش يثق تمام الثقة في الخطة الموضوعة للرحلة العلاجية للعميل وملتزم بمعطياتها، ويكون العميل واثق في الكوتش تمام الثقة في أنه مصاحب له في هذه الرحلة بكل ماتحمله من عوائق ومتاهات في سرية تامة ودون أن يحكم عليه.

أهم عوامل بناء الثقة بين العميل والكوتش:

النزاهة:

- النزاهة من جانب الكوتش هي الإلتزام بكل ما يتم الإتفاق عليه بينه وبين العميل في بداية الرحلة العلاجية.
- خلال الجلسات العلاجية، يجب علي الكوتش الربط بين ما يقول وما يفعل.
- الإحتفاظ بسرية كل ما يخص العميل من معلومات شخصية، عملية، نفسية و أسرية.

النجاح في تحديد الأهداف المراد الوصول لها:
- علي الكوتش أن يساعد العميل في تحديد أهدافه المتوقع الوصول لها من خلال الجلسات العلاجية.
- كلما كانت الأهداف محددة وواضحة كلما كان وضع خطة علاجية من قبل الكوتش أكثر تأثيرا و أكثر نجاحا.
- إحساس العميل بنجاحه في الوصول لأهدافه وتوقعاته يولد لديه شعور بالأمان والثقة تجاه الكوتش.

القدرات الخاصة بالكوتش:
- المقصود بقدرات الكوتش هنا هي نقاط التميز والقوة لديه من معرفة، ثقافة، موهبة وحتي الطراز الخاص به في حياته الخاصة ونجاحه في توظيفهم خلال الجلسات العلاجية او توظيفهم في الخطة العلاجية الموضوعة للوصول بالعميل إلي أعلي درجات الثقة و هذا بدوره يعزز العلاقة بين العميل والكوتش ويشجع العميل علي أن يكون أكثر إنفتاحا وأكثر وعيا في إكتشاف نفسه وخبياها.

النتيجة:
- هي نتاج لكل ما سبق، فعندما تكون إستجابة العميل للجلسات العلاجية في تحسن وتقدم دائم، فإن هذا خير دليل علي فاعلية ونجاح الخطة العلاجية الموضوعة من قبل الكوتش وهذا النجاح يعزز ثقة العميل في الكوتش.
إذن فان الثقة هي من أهم مقاييس بناء أي علاقة وبالتالي فهي العامل الأهم الذي بناءا عليه تبني قوة العلاقة بين العميل والكوتش، وبدونها لن يفتح العميل قلبه ونفسه للكوتش ولن يبوح بأسراره أمام من يعتبر إنسان غريب عنه قد يكون يقابله للمرة الأولي في حياته.
شكرا

رحاب محمدالبرقوقي

Share your own article to be the next published one: 747CG Article